-->

ما كتب عن الدكتور مصطفى محمود بعد رحيله

هذه بعض المقالات لكبار الكتاب ولتى نشرت بعد وفاة الدكتور مصطفى محمود يتحدثون فيه عن حياة الدكتور ومدى تاثيره فى الحياة الثقافية بشكل عام 
صندوق الدنيا
بقلم: احمد بهجت

الاثنين 9 نوفمبر 2009

مصطفي محمود


استمعت في الإذاعة المصرية لبرنامج من الحوار بين طاهر أبوزيد ومصطفي محمود‏,‏ والبرنامج قديم‏,‏ وكان البرنامج رفيعا ونجح في إلقاء الضوء علي بدايات مصطفي محمود وصراعه في البداية واصطدامه مع الأزهر الشريف وبعض آرائه التي شجعته علي تفسير القرآن الكريم تفسيرا عصريا‏,‏ وهي محاولات تصدت لها الدكتورة بنت الشاطئ ورفضتها جملة وتفصيلا‏.‏

وهناك آراء أخري في الشفاعة وهي آراء أقامت الدنيا حول الدكتور مصطفي محمود‏,‏ ودفعت‏14‏ مؤلفا إلي التصدي لكتابه عن الشفاعة‏.‏

أيضا كشف هذا الحوار الجميل الضوء عن اجتهاد مصطفي محمود‏,‏ كما كشف النقاب عن جانب الصوفية في حياته‏.‏

ولقد عرفنا من هذا الحوار أن مصطفي محمود كان له شيخ صوفي ظهر في القرن الرابع الهجري هو محمد بن عبدالجبار النفري‏,‏ وقد ترك هذا الشيخ الجليل كتابين هما كتاب المواقف وكتاب المخاطبات‏,‏ وفي هذين الكتابين يتصور النفري أن الله قد خاطبه‏.‏

موقف القرب
أوقفني في القرب وقال لي‏:‏ ما مني شيء أبعد من الشيء‏,‏ ولا مني الشيء أقرب من الشيء إلا علي حكم إثباتي له في القرب والبعد‏.‏

وقال لي‏:‏ ـ البعد تعرفه بالقرب‏,‏ والقرب تعرفه بالوجود‏,‏ وأنا الذي لا يرومه القرب ولا ينتهي إليه الوجود‏.‏
وقال لي‏:‏ ــ القرب الذي تعرفه في القرب الذي أعرفه كمعرفتك في معرفتي‏.‏
وقال لي‏:‏ــ لابعدي عرفت ولا قربي عرفت‏,‏ ولا وصفي كما وصفي عرفت‏.‏
وقال لي‏:‏ ــ أنا القريب لا كقرب الشيء من الشيء‏,‏ وأنا البعيد لا كبعد الشيء من الشيء‏.‏

وقال لي‏:‏ ــ القرب الذي تعرفه مسافة‏,‏ والبعد الذي تعرفه مسافة‏,‏ وأنا القريب البعيد بلا مسافة‏.‏
وقال لي ــ أنا أقرب إلي اللسان من نطقه إذا نطق‏.‏ 
 

مواقف
بقلم‏:‏ أنيس منصور

1 نوفمبر 2009



كان يوقع مقالاته التي تنشرها أخبار اليوم بالحرفين م‏.‏ م‏…‏ وكنت أضحك وأقول إما أن تكون ماري منيب‏..‏ أو مارلين مونرو‏..‏ وكنت أندهش كيف أن عالما يكتب بهذه السلاسة والجمال ثم لا يذكرون اسمه‏.‏
وكان مصطفي محمود‏..‏ يرحمه الله‏.‏

فقد أوتي علما غزيرا‏..‏ وأسلوبا بليغا‏..‏ فإذا كتب في الطب فهو أديب جميل العبارة‏..‏ وإذا كتب في الأدب فهو سريع قاطع العبارة‏..‏ إنه أبو حيان التوحيدي الجديد‏..‏ فيلسوف الأدباء‏..‏ وأديب الفلاسفة‏.‏

وكان مصطفي محمود قد اختار لنفسه مجلات واسعة في الطب والكيمياء والفلك‏..‏ وكان يستعين بالصورة الجميلة في برنامج العلم والإيمان‏..‏ أو العلم يهدي إلي الإيمان‏..‏ أو الإيمان علي أساس علمي‏.‏

وكان مصطفي محمود مجتهدا‏..‏ وكان اجتهاده يضايق رجال الدين‏..‏ مع أنه كان يلمس الدين لمسا رقيقا ثم لمسا عميقا‏..‏ ثم لمسا شديدا‏..‏ وحار الناس في علمه وفي إيمانه‏..‏ ووجد نفسه مفصولا من عمله لأنه كافر‏.‏

وفي الوقت نفسه فصلت أنا أيضا من عملي‏.‏

وقبل ذلك التقينا فوق السطوح في حفل زفاف ابن بواب مكتبة الجامعة‏..‏ وهو يغني لكارم محمود وأنا أغني لعبد الوهاب‏.‏

وبعد سنوات التقينا مرة أ خري في مكتب د‏.‏ عبد القادر حاتم‏,‏ وقال لنا‏:‏ السيد الرئيس يأمر بالعودة إلي الكتابة‏!‏

ولم يقل لنا لماذا فصلنا من العمل‏..‏ ولماذا عدنا‏!‏ إنه آخر لقاء بيننا‏..‏ وكانت تهمته‏:‏ الكفر بالدين‏..‏ وأنا بالسيد الرئيس‏!‏

يرحم الله د‏.‏ مصطفي محمود طبيب الأدباء‏..‏ وأديب الأطباء‏!‏

|
ببساطة
بقلم : ســيد عـلــي

7 نوفمبر 2009



*‏ في كل الأحوال يحسب للحزب الوطني فضل الاجتهاد حتي لو أخطأ‏,‏ وهو أفضل من الذين لا يجتهدون فلا يخطئون ويسيئهم أن يجتهد الآخرون‏.‏

*‏ في كل دول العالم تسبق مشروعات الصرف الصحي مشروعات مياه الشرب إلا في مصر يحدث العكس‏,‏ ولهذا تحدث الكوارث‏.‏

*‏ نريد من البرلمان المقبل ألا ترفع الأغلبية فيه أيديها ولا المعارضة الأحذية‏.‏

*‏ من سفه الرسوم في مصر أن من يبني طابقا لابنه في الريف فوق منزله يدفع له رسوما عشرة أضعاف قيمة المنزل‏.‏

*‏ في سنة أولي رئاسة لأوباما كانت أهم إنجازاته حصوله علي نوبل ثم سقوطه في مستنقعات المستوطنات الإسرائيلية وازدياد الفقراء الأمريكان فقرا وهم يسددون ديون الأثرياء بخطة التحفيز الاقتصادي‏.‏

*‏ في مدينة‏6‏ أكتوبر لا يوجد شارع أو حي باسم أبطال وشهداء أكتوبر‏,‏ ولكن بأسماء رجال أعمال أو منتجاتهم كدعاية لسلعهم‏.‏

*‏ صرف الراحل المفكر مصطفي محمود عمره علي الدعوة فبقي له المسجد الجامع ومؤسساته الخيرية‏,‏ بينما يسترزق الدعاة الجدد من منابر الفضائيات والمساجد‏.‏

*‏ سوف تعيش مصر أطول‏9.‏ دقيقة في حياتها السبت المقبل بفضل حرب الفضائيات الرياضية ومراهقي المواقع الإلكترونية وأخشي ألا يفوز أحد بالقاضية فنشاهد مباراة في الملاكمة بالأيدي وليس بالأقدام‏.‏

*‏ عندما قال الدكتور زكريا عزمي إن الفساد للركب كان ترتيب مصر في الفساد وفقا للأمم المتحدة‏7.,‏ والآن وصلت إلي المرتبة‏1.4,‏ ما يعني أنه وصل للرقاب‏.‏

*‏ علي هامش مؤتمر الوطني برز أكثر من مائة عضو مؤهل للوزارة‏,‏ وعلا نجم محيي الدين وشهاب ورشيد والجبلي والمغربي‏,‏ كما فضحت طرقات المؤتمر الذين يتاجرون بالمعارضة في الفضائيات‏.‏

*‏ أظن أن الدكتور زاهي حواس أكبر بكثير من درجة نائب وزير‏,‏ والصحيح أن كلمة رئيس سقطت من الخبر ليصبح نائب رئيس وزراء‏.‏



المصرى اليوم


وحشتنا

٩/ ١٢/ ٢٠٠٩


د. مصطفى محمود.. أستاذ وعلمنا كتير بحكمته.. وإن غاب بجسمه لسه باقية كلمته.. عاش والكرامة نور بيضوى دنيته.. وبنور إيمانه خد كتير فى سكته.. كبار صغار كانوا تملى بيسمعوه.. غنى وفقير من سحره كانوا بيعشقوه.. حبه لعمل الخير طريقه لجنته.. مين فينا ينسى أى كلمة قلتها.. أجمل معانى الخير ما بينّا سيبتها.. كل القلوب اتجمعت فى محبته.. العلم والإيمان شعاع نورنا بيه.. ببساطة الكلمة قدرنا نحس بيه.. كل العقول اتعلمت من كلمته.. فارس وعمر حماسه مرة ما اختفى.. وجوّه قلوبنا ليه جبال حب ووفا.. واحشنا والله يا دكتور مصطفى.

أيمن يحيى

المصرى اليوم


أربعين مصطفى محمود.. الذكرى الدائمة

٩/ ١٢/ ٢٠٠٩هل أنا فى عالم الحقيقة أم فى عالم الخيال لا أدرى سوى أننى مع راغب دميان فى «العنكبوت» أتحول وأتناسخ معه من شجرة إلى إنسان إلى ثعبان، ها أنا الآن موجة قصيرة تسبح فى الكون تحاول أن تتعرف على «لغز الحياة» وعلى الرغم من هول الأسرار وعظم الألغاز إلا أننى قررت أن أتخطى الحجاب الحاجز لأعرف «لغز الموت» و«الجنة والنار»، وما بين رحلاتى من الحياة إلى الموت عرفت «عظماء الدنيا والآخرة»،ثم أعود إلى الحياة مرة أخرى لأكتشف أننى ما زلت «رجلاً تحت الصفر» لابد لى من الجلوس فى «عنبر سبعة» لأستريح قليلاً بعدها أدخل «على خط النار» لأجد أن هناك مشاكل كثيرة فى انتظارى ولكن عزائى أنى أجد فيها «الشفاعة» ولذلك قررت أن أشترى تذكرة أغرب رحلة فى حياتى (رحلتى من الشك إلى الإيمان) لأدخل بعدها فى مقارنة جادة بين «الماركسية والإسلام» ثم تقودنى المقارنة إلى «حوار مع صديقى الملحد» بعدها أعلن أننى «رأيت الله» ولن أمن بأحد سواه لأننى عرفته حق المعرفة وهذا هو «السر الأعظم» وعرفت أيضًا عدوى «المسيخ الدجال».


فهذه هى الرحلة الفكرية الممتعة مع كتب الدكتور مصطفى محمود فأنت معه تغوص فى بحور الفكر والفلسفة والتصوف والتأمل فى الكون، وفى القبة السماوية وزرقة البحر اللازوردية، وتستطيع أن تكشف معه الأحجبة والحواجز بين «الله والإنسان» وعندما تسأله عن الطريق يجيبك أنه طريق «العلم والإيمان»، فرحمة الله عليك يا موقظ العقول، وفيلسوف العصر، وعزاؤنا فيك أنك تركت فينا ثروة خالدة، فهى ليست بدرهم ولا دينار ولكنها تأملات وعلم وإيمان.

طارق الغريب بنى عبيد- دقهلية


المصرى اليوم


السابق لعصره
العدد الاربعاء ٩ ديسمبر ٢٠٠٩

رحم الله الفيلسوف والعالم والأديب د. مصطفى محمود، فقد كنت وأنا فى سن صغيرة أتابع برنامجه الرائع «العلم والإيمان»، وأقل واجب لهذا العبقرى أن يقوم التليفزيون المصرى بإعادة هذه الحلقات التى كانت بالعلم تثرى العقول وبالإيمان تنير القلوب.. وفى نبذة عن حياته أذكر أنه ولد عام ١٩٢١ بشبين الكوم بمحافظة المنوفية، درس الطب وتخرج عام ١٩٥٣.. تفرغ للكتابة والبحث عام ١٩٦٠..

برع الدكتور مصطفى محمود فى فنون عديدة، منها الفكر والأدب والفلسفة والتصوف، وأحياناً أثارت أفكاره ومقالاته جدلاً واسعاً عبر الصحف ووسائل الإعلام.. ألف ٨٩ كتاباً منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، وقدم ٤٠٠ حلقة من برنامجه التليفزيونى الشهير «العلم والإيمان».. أنشأ عام ١٩٧٩ مسجده فى القاهرة المعروف بـ«مسجد مصطفى محمود».

الغريب أننا نعيش الآن الفترة التى تحدث عنها من سنوات بعيدة!! ولقد تحدث الدكتور مصطفى محمود فى أحد كتبه فى «السبعينيات» عن «أنفلونزا الخنازير» التى تجتاح العالم هذه الأيام، فشرح لقرائه كيف أن هذا المرض متوطن فى الخنزير..

كان الدكتور مصطفى محمود عاصفة فكرية قبل أن يمرض وتتدهور حالته.. وكان نموذجاً للمفكر والباحث ونبراساً لتنوير العقول فى السبعينيات وحتى التسعينيات، حتى إنه تفوق على وزارة التربية والتعليم فى جذب انتباه الطلاب والشباب لبرنامجه الغزير بالعلم المبسط لدرجة السهل الممتنع فى عرض قدرات الله فى خلقه.

إن الدكتور مصطفى محمود هو أحد النماذج المشرفة للعطاء الإنسانى، رغم أن الكثير اتهموه بالإلحاد فى فترة ما، فعاد وكتب كتابه الشهير «حوار مع صديقى الملحد» ليرد على هموم جيل من الشباب الحائر، الذى كاد أن يفقد جذوره وأصوله وعاداته وتقاليده ودينه، ويتساءل عن وجود الله، خصوصاً فى فترة ما بعد نكسة ١٩٦٧..

وكان هذا العالم الكبير يحث المصريين والعرب على العلم والابتكار، وكان يقول: «نحن مشغولون بلقمة العيش لإطعام البدن، ولكننا نحتاج إلى روح لهذا البدن الذى نغذيه، والروح هى العلم والابتكار والاختراع لنلحق بركب الحضارة، فالرغيف الذى نأكله سيساعدنا فى عبور الشارع، أما العلم فسيساعدنا لعبور الفضاء إلى الكواكب، والهندسة الوراثية ستساعدنا فى إنتاج ١٠٠ ألف رغيف بدلا من رغيف واحد وتجعل الحبوب ترمى بدلاً من المحصول عشرين ألف محصول»..

هذا هو بالضبط ما تفعله أمريكا هذه الأيام بالهندسة الوراثية.. لكننا نحن الآن فى مصر نستورد أكثر من سبعين فى المائة من غذائنا. هكذا كان العالم والفيلسوف والمفكر د.مصطفى محمود سابق عصره.. رحمه الله وأدخله فسيح جناته على ما قدمه لنا من علم غزير.

سلوى ياسين – الإسماعيلية



المصرى اليوم


علامة فارقة فى تاريخ الإنسانية

٩/ ١٢/ ٢٠٠٩


مرت الأيام سريعاً.. وها هى الذكرى الأربعون تهل علينا.. ففى يوم «السبت» الموافق ٣١ أكتوبر ٢٠٠٩، توقف قلب العالم الموسوعى الجليل الدكتور مصطفى محمود عن الخفقان، مات العالم، الطبيب، المسرحى، الأديب، الفيلسوف، الباحث فى سر الكون، بعد حياة مليئة بالعلم والإيمان، لم تكن شخصية الدكتور مصطفى محمود شخصية عادية، ولكنه كان شخصية مثيرة للجدل، وذلك لأنه لم يكن نمطياً فى تفكيره، بل كان متأملاً باحثاً عن طبيعة الأشياء وأسبابها، مما جعله يصطدم بأهل اليمين وأهل اليسار، فانقلب عليه أهل اليسار، ورماه أهل اليمين بالكفر والإلحاد، حتى إن الشاعر الكبير كامل الشناوى، قال له عندما التقاه «لقد قالوا إنك مُلحِدً فوجدتُكَ تُلحد على سِجادة صلاةِ».

لقد كان الدكتور مصطفى محمود علامة فارقة فى تاريخ الأدب والثقافة والسياسة، فقد ألف ما يربو على ٨٨ مؤلفاً ما بين القصة والرواية القصيرة والكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، وقدم برنامجه الأشهر «العلم والإيمان»، والذى لم يلتف العالم العربى حول برنامج من قبل مثلما التف حول برنامجه، فقد جمع هذا البرنامج حوله كل فئات المجتمع من أول رئيس الجمهورية الرئيس الراحل أنور السادات، وحتى العامل فى المصنع والفلاح فى الحقل.

وأنشأ جمعية مصطفى محمود الخيرية، بحى المهندسين بالجيزة، والتى تُعد مشروعاً خيرياً متكاملاً، يضم المسجد والمستشفى والمعامل والمراكز البحثية ولقاءات الدعوة.

ولقد خدمت هذه الجمعية منذ إنشائها الآلاف إن لم يكن الملايين من الفقراء، لذلك لم يكن عجيباً أن يُشَيعُ الفقراء جسمانه إلى مثواه الأخير، وهم يذرفون الدمع الغزير حزناً على رحيله، وهو من كان مهموماً بهم وبأحوالهم ومشكلاتهم.

كان د.مصطفى محمود عاصفة فكرية قبل أن يمرض وتتدهور حالته، وكان نموذجاً للمفكر والباحث ونبراساً لتنوير العقول، وترك بصمات واضحة فى العلم والفكر والبحث وأضاء الطريق لملايين من الناس حول العالم. فاللهم ارحم عالمنا الجليل واشمله برحمتك وغفرانك واجعل مثواه الجنة، فأنت ولى ذلك والقادر عليه.

عبداللطيف فايز على
 
جريدة الاخبار

ـــ

2 نوفمبر 2009

من الشك إلى أعظم اليقين

لم يكن من تلك الوجوه الملحفة في سؤال الشهرة ، النهمة إلى الأضواء واللمعان ، وهى التي تملأ “الشاشات” وتلتهم ” الصفحات ” بلا رصيد ، ودون طائل ، فأصحابها لا يعرفون في فنون الكتابة سوى أنها سلم إلى النفوذ ، ونفقا إلى الثروة والجاه والمكانة ، أما وأنها كالبعثة والرسالة فلا وألف لا ، لذا ازدحمت الأفاق بنجوم لا تضيء ، واكتظت بأقمار منطفئة خاملة لا أثر لها في إزاحة الظلمة ، مع أن ضجيجها يصم الآذان ، وصخبها يخرق الأسماع ، وألوانها المزركشة تصفع الأنظار صباح مساء ، لا لم يكن من هؤلاء قط ، لذا احترمته الملايين ، وأحلته في نفوسها المكانة الراقية ، وجنازته المشهودة تؤكد ذلك ، وعلى الرغم من أنه لم يكن يملأ “الشاشات” ويلمع على الصفحات ، إلا أن نجوميته بدت غالية طاغية ، وهذا هو العجيب في الأمر ، يجتذب الآلاف القارئة المتلهفة على مطالعة ما يكتب ، وتلك نجومية من نوع مختلف لم يحزها إلا قليل من أصحاب الأقلام ، ومفكرنا الكبير وأديبنا الموهوب حقا الدكتور مصطفى محمود الذي غادرنا مؤخراً .. مثال دال ونموذج واضح لحائزي النجومية عن جدارة واستحقاق ، بعيداً عن هذه الفقاعات اللامعة المتخذة من الكتابة مهنة ارتزاق ونفق وصول إلى الجاه والنفوذ ، فالبصدق والعمق والموهبة الحقيقية فقط نفذ مصطفى محمود إلى الأذهان والضمائر ، وتوغلت كتاباته عميقا فى الوجدان المصري ، ودون “شلة” تؤازره ، ولا تيار يسانده ، احتل مكانته ، ومع انه انسحب مضطراً .. تحت وطأة المرض .. من الساحة قبل بضع سنين ، إلا أن اسمه ظل عالقا بالأذهان ، عصيا على النسيان ليس بسبب جهده الاجتماعي عبر المسجد الجامع الذي اشتهر في ذلك الحي النابض ، وحده ، ولكن لأن مؤلفاته لا تزال تحدث أثرها في الأجيال ، وتجد قراءها من شريحة الصاعدين والناشئين ، وأرى أن كتبه ، وأذكر منها : “حوار مع صديقي الملحد ” ، “رحلتي من الشك إلى اليقين” ، “لغز الحياة ” ، “من أسرار القرآن” ، “السر الأعظم” ، ” العنكبوت” ، و” على “حافة الانتحار” ستخلد اسم صاحبها ، مهما اختلفنا مع بعض طرحه فيها ، لأنها لا يعوزها الصدق ، ولا تنقصها الحرارة .


عمرو الديب

جريدة الأخبار

13 نوفمبر 2009

اللقاء الإيمانى بين د. مصطفى محمود ود. عبد الصبور شاهين

ــ

اتصل الدكتور مصطفى محمود بالدكتور عبد الصبور شاهين في عام 1968 وطلب منه أن يزوره في منزله وعندما ذهب إليه فوجئ الدكتور مصطفى محمود بدخول زوجته السيدة سامية لتقديم الشاي لهما وتسلم على الدكتور عبد الصبور شاهين وتقول له : ” أزيك يا عمى ” فتعجب الدكتور مصطفى فإذا بالدكتور عبد الصبور يقول له : زوجتك بنت اللواء سامي شاهين ابن عمى فأنا عمها فلامه الدكتور مصطفى على عدم الزيارة قبل ذلك فرد عليه الدكتور عبد الصبور قائلا : يا دكتور مصطفى أنت تعلم بأن طريقي غير طريقك فرد عليه الدكتور مصطفى : من أجل هذا طلبت منك أن تزورني اليوم . ثم أخبره الدكتور مصطفى محمود بأنه كان في ليبيا وأهداه أحد الأصدقاء هناك كتابا عنوانه “الظاهرة القرآنية” للداعية الإسلامي والمفكر الجزائري الأستاذ مالك بن نبي وترجمة الدكتور عبد الصبور من الفرنسية إلى العربية فأخذت الكتاب من هذا الصديق لأن عليه اسم شاهين الذي هو جزء من اسم زوجتي وقرأت الكتاب فأنشرح قلبي للأيمان وأنا أريد أن تساعدني في اختيار المزيد من الكتب الإسلامية لكي أقرأها فماذا ترشح لي من مؤلفات لأنني أريد الاستزادة . فرد عليه الدكتور عبد الصبور شاهين قائلا : الحمد لله .. الذي ردك إليه ردك إليه ردا جميلا وأعادك إلى صوابك وشرح قلبك للإيمان. أما حاجتك من مؤلفات فهناك مؤلف وشاعر أديب وكاتب كبير من تلاميذ الأستاذ عباس العقاد وتعلم على يديه الحداثة فى الأدب والشعر وهذا الرجل كان ملحدا وعاد الى الله وله كتاب رائع فسر فيه القرآن الكريم .
المصدر موقع جمعية مسجد محمود

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني:

0 الرد على "ما كتب عن الدكتور مصطفى محمود بعد رحيله"

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات